تقرير اقتصادي: تدهور "الأزرق" هزيمة للدولة... لا للرياضة فقط

أشار التقرير إلى أن منتخب الكويت، الذي كان أول منتخب عربي آسيوي يتأهل إلى كأس العالم عام 1982، بات اليوم عاجزاً عن تحقيق الحد الأدنى من المنافسة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026

إقتصادية

البيداء

6/12/20251 دقيقة قراءة

لم يعد تراجع أداء منتخب الكويت الوطني لكرة القدم مجرد خيبة أمل رياضية، بل تحوّل إلى رمز لهشاشة الإدارة العامة وانعكاس مباشر على أوضاع البلاد الاقتصادية والخدمية والتنموية. فقد ربط تقرير اقتصادي حديث بين تردي نتائج المنتخب، الذي كان يوماً في المرتبة 24 عالمياً عام 1998، وانحداره إلى المركز 137 حالياً، وبين الإخفاقات المتكررة في مختلف قطاعات الدولة من التعليم والإسكان إلى الاقتصاد والبيئة التشريعية وضعف الكفاءات الإدارية.

وأشار التقرير إلى أن منتخب الكويت، الذي كان أول منتخب عربي آسيوي يتأهل إلى كأس العالم عام 1982، بات اليوم عاجزاً عن تحقيق الحد الأدنى من المنافسة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، محققاً نتائج أقل من منتخبات تعاني دولها من حروب أو فقر مدقع.

ورأى التقرير أن المشكلة لا تقتصر على الأداء الرياضي، بل تتعداها إلى فشل في إدارة الدولة، واستمرار ثقافة التهرب من المسؤولية، حيث لم تصدر أي استقالة أو حتى بيان يحمل اعترافاً واضحاً بالأخطاء، بل مجرد اعتذارات عمومية دون خطة إصلاح جادة.

وأكد التقرير أن الحديث عن خصخصة الأندية أو تطوير الرياضة سيفشل إذا لم ترافقه مؤسسات ناظمة قوية وكفؤة، محذراً من أن الخصخصة في بيئة غير ناضجة قد تتحول من فرصة إلى عبء. كما شدد على ضرورة أن تكون هيئة الرياضة جهة إشراف ورقابة تقيس الأداء وتفرض المساءلة، كما يفعل "بنك الكويت المركزي" مع القطاع المصرفي.

ولفت التقرير إلى أن الرياضة، في دول كثيرة، تمثل قوة ناعمة واقتصاداً متكاملاً، وأن بناء نموذج رياضي ناجح يتطلب احترافاً واستثماراً مدروساً، لا مجرد نقل ملكية أو شعارات براقة، مستشهداً بتجارب دول مثل قطر وجنوب إفريقيا والبرازيل.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن تدهور "الأزرق" ليس سوى أحد أعراض الأزمة الأعمق في إدارة الدولة، محذراً من أن استمرار الاكتفاء بردّات الفعل سيؤدي إلى نتائج أسوأ في جميع القطاعات.