توتر في الجنوب اللبناني وتلويح أميركي بتهميش الدولة وسط تصعيد ضد «يونيفيل»
شهد جنوب لبنان تطورًا مقلقًا بعد تعرض دوريتين تابعتين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لاعتداءات من قبل مجموعات مدنية موالية لـ«حزب الله» في بلدتي دير قانون النهر والحلوسية التحتا
عربية وعالمية


شهد جنوب لبنان تطورًا مقلقًا بعد تعرض دوريتين تابعتين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لاعتداءات من قبل مجموعات مدنية موالية لـ«حزب الله» في بلدتي دير قانون النهر والحلوسية التحتا، تخلل أحدها اعتداء جسدي على أحد الجنود، وهو ما قوبل بإدانة رسمية من وزارة الخارجية اللبنانية وعدد من القوى السياسية.
وفيما عبّرت قيادة «يونيفيل» عن استيائها من استمرار هذه الحوادث، مطالبةً الحكومة اللبنانية بضمان حرية تحرك قواتها بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701، احتفى أنصار «حزب الله» على وسائل التواصل بما جرى، مروجين لما سموه «صفعة جنوبية» لأحد الجنود الأمميين.
التوتر تزامن مع تقارير عن توجه أميركي - إسرائيلي لإنهاء مهمة «يونيفيل»، وسط حيرة من موقف الإدارة الأميركية التي لم تصدر موقفًا حاسمًا، بينما نقل عن السفيرة الأميركية في بيروت تشديدها على ضرورة نزع سلاح «حزب الله». وبرزت أيضاً مواقف من شخصيات أميركية ذات أصول لبنانية، لوحت بإمكانية توجه واشنطن إلى التفاوض المباشر مع «حزب الله» إذا لم تنفذ الدولة اللبنانية الشروط الأميركية.
من ناحيته، جدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام التزام بيروت بقرار 1701، مشيرًا إلى تفكيك أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع سلاح جنوب الليطاني.
في هذا السياق، يُتوقع أن يزور بيروت المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك ومستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس قريبًا، في زيارة مرتقبة يُنتظر أن تحمل شروطًا واضحة لنزع سلاح «حزب الله»، ضمن مهلة تنتهي في سبتمبر المقبل، مع تحذيرات من تصعيد إسرائيلي في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
في موازاة ذلك، وصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في مهمة سياسية وسط توتر فرنسي - إسرائيلي، خاصة بعد دعم باريس للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين تواصل فرنسا الدفع باتجاه البدء بإعادة الإعمار في لبنان بمعزل عن ملف سلاح الحزب، وهو ما تعارضه واشنطن.
في غضون ذلك، أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون زيارة رسمية إلى الأردن، حيث استقبله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مؤكدًا أن الزيارة تأتي في ظل الحاجة الملحة لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات المشتركة، وصون الأمن والاستقرار.